منتديات غزال بوظبي
منتديات غزال بوظبي
منتديات غزال بوظبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات غزال بوظبي


 
الرئيسيةموقع الرياضيأحدث الصورالتسجيلدخولمنتدى

 

 :( _ المخـــدوعه _ :(

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إماراتي بطبعي
مدير
إماراتي بطبعي


ذكر
عدد الرسائل : 154
العمر : 28
المزاج : إماراتي بطبعي
نقاط : 58542
تاريخ التسجيل : 19/04/2008

:( _ المخـــدوعه _ :( Empty
مُساهمةموضوع: :( _ المخـــدوعه _ :(   :( _ المخـــدوعه _ :( Icon_minitimeالإثنين يونيو 02, 2008 6:27 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



شيماء ربة بيت حباها الله بحسن الخلقة والخلق ، تزوجت منذ خمس عشرة سنة ، من شاب تاجر كان يقطن بجوار أهلها . تسكن الآن بيتا فخما معزولا بإحدى ضواحي المدينة . لها طفل وحيد اختار له جده لأبيه اسم موسى ، نشأ الطفل في أحضان أمه وأبيه محظوظا مدللا ، وفرت له أسرته كل وسائل التسلية و التنشيط و الترفيه ، التحق بالمدرسة في سن مبكر ، فنشأ حاضر البديهة ، حاد الذكاء ، أنيق المظهر كثير الحركة والنشاط ، تعود مرافقة والده خلال أيام عطله ، إلى المسجد، وخاصة لأداء صلاة الجمعة ، وعند القيام بمختلف الزيارات .

أمه تتعهد سلوكه وهندامه والاعتناء بواجباته باستمرار . رسخت في تصرفاته الكثير من الآداب الإسلامية النبيلة ، عند الاستيقاظ وقبل النوم ، والالتحاق بالبيت أو مغادرته ، وأثناء الأكل والحديث ، ومع الأبوين والأهل والأصدقاء ، كما حببت له صلة الرحم ، واحترام الكبير والشفقة على الصغير .حتى غدا نموذج المسلم الصغير بين أترابه وعشيرته . وكان يحلو لأبيه مناداته بالرجل الصغير ، لما عرف عنه من حب المشاركة والتدخل والمساهمة في إنجاز ما يعتبر من مهام الرجال .

.خلال إحدى العطل المدرسية رافق موسى والده في سفر إلى مسقط رأسه بقرية جبلية نائية ، وفي طريق عودتهما . لاحظ علامات التعب والعياء على أبيه ، بسبب السهرمع الأقارب بالقرية ، وبسبب طول الطريق وتعرجاتها ، فطلب منه أخذ قسط من الراحة قبل متابعة السير ، لكن الأب تعلل برغبته في الوصول قبل غروب الشمس ، ألح الطفل ثم ألح فلم يستجب أبوه ، وفي أحد المنعرجات الحادة ، زاغت السيارة بهما نحو جهة اليمين حيث الأشجار والصخور ، فعالج الموقف بردة فعل قوية متهورة ، فكانت أقوى من القدر اللازم . زاغت السيارة نحو الجهة الأخرى ، وانكبت في منحدرمائل و سحيق ، تيقن من هلاكه وهلاك ابنه . تمنى لو أنه وحده . أو لو أن يدا امتدت من السماء فاستلت الطفل ورفعته عاليا ووضعته بين أحضان أمه بسلام . ثم صاح مرددا الشهادتين ومتضرعا وطالبا النجاة .

التفت الطفل إلى جهته اليمنى فألفى وكأنهم يحلقون في الفضاء ، وضع كفيه على عينيه وأخذ يردد بعض ما حفظ من آيات وأدعية . انقلب صفير الريح إلى عويل الذئاب المتوحشة المفترسه . فجأة شعر برجة عنيفة صاحبها صوت اصطدام هيكل السيارة برمال الوادي . ارتطم رأسه وأحس بكماشة ذات أظافر حديدية تعصر جسمه وتقضم أطرافه .وكأن أنياب وحوش ضارية جائعة ، تكالبت على جسده النحيف . سمع صوت والده يئن ويتألم ويستغيث . لا طاقة لأي منهما بإنقاد الآخر . بعد برهة كست الدماء وجه موسى ، وتسربت عبر عنقه إلى صدره وباقي أجزاء جسمه . استسلم لغيبوبة و لم يستيقظ إلا بإحدى قاعات المستشفى ، وهو فاقد القدرة على الحركة والكلام . يرى ما حوله بمشقة وضبابية ، ويسمع الأصوات بعيدة وثقيلة متباطئة . بمجرد استرجاع وعيه ، التفت يمنة ويسرة لم يجد والده ، فتيقن من أنه قضى بمكان الحادث

أمه كانت من بين الأوائل الذين حضروا إلى مكان الحادث أشرفت على إنقاده ، كما ساهمت في إخراج جثة أبيه من تحت الحطام ، وأعدت ما يلزم للتشييع والدفن والتأبين .ضمدت جراحها وكفكفت دموعها ، وتجندت من أجل ابنها، طامعة في إنقاد حياته . قضى في المصحات والمستشفيات أزيد من سنتين . اضطرت خلالها إلى ملازمة سرير ابنها المتأرجح بين الحياة والموت ، ووكلت عنها مساعد زوجها المرحوم ، وفوضت له مهام تدبير تجارتها .

لا تدري أين كانت هذه الكوارث مختبئة ؟ ولا متى أخذت تستعد لها وتتربص بها؟ فظهرة في حياتها فجأة ودفعة واحدة .

أظهر وكيلها من البر واللطف ، والاستقامة والتفاني، والاهتمام بالطفل الجريح ، ما جعله محط تقدير وتبجيل لديها .واقتنعت بأهمية تواجده إلى جانبها . ولماشعر الوكيل بصابغ رضاها عليه وعلى تصرفاته ، تأكد من دنو وقت قطوف ثماره ، فبادر بطلب يدها . لم تستشر أحدا كما أنها لم تتردد في القبول . وعمل هو على استمرار الود حتى بعد انتقال الابن المعاق ليعيش معهما ببيت أبيه .

ولما تمكن البعل الجديد ،استبد برأيه واستحود على كل أموالها ، ومنعها من التصرف في ممتلكاتها. كشف عن وجهه الحقيقي المستور خلف جده ومسكنته ، وأخذ يمعن في مضايقتها ، وحرمانها. سرح جميع الخدم والمساعدين ، وحملها كل مسؤوليات البيت ، وأخيرا أخذ يطالبها بالتخلي عن ابنها وتسليمه إلى دور الرعاية الخاصة بذوي الحاجة .

حاولت مرارا استلطافه وإرضاءه وإقناعه ، ولما هددها بطرد ابنها من البيت ، تيقنت بأنها وقعت فريسة في فم ثعلب مراوغ جائع ، وسقطت في شراك رجل محتال مخادع طامع .

ندمت في الوقت الذي لن ينفعها فيه ندم . لقد أزاح عن محياه نقاب الحمل الوديع ، ورفع عنه رداء المحب المتفاني ، وكشر عن أنياب الثعبان الغادر اللادغ .

انزوت بأحد أركان ييتها تندب حظها ولا تلوم إلا غفلتها وسذاجتها ، تنتظر الأشنع والأبشع من تصرفات هذا الحيوان الغادر . وبعد منتصف ليلة نفس اليوم عاد إلى البيت ثملا بالسكر ، يتمايل ويترنح، فاقتحم غرفتها ، وأخذ يستعد للنوم .
ترددت كثيرا قبل إخباره بما أبلغتها صديقة دراستها حين زيارتها لعيادة ابنها . تملكها الحنق وسيطر ت عليها الرغبة في الدفاع عن كرامتها . إنه خدش قدسية علاقتهما الزوجيته بربط علاقات آثمة مع العديد من بائعات الهوى إلى أن اقترن مع احداهن بعقد زواج . ففتح لها بيتا مؤقتا بالحي المجاور . وأسس معها أسرة انطلقت بحمل من سفاح . حملق في وجهها ووجم طويلا ، ولما تضوع أمطرها بوابل من الشتائم البذيئة الجارحة ، ثم اعتدى عليها بالضرب والركل والصفع الموجع ، و طردها مع ابنها من البيت.
أغلق دونهما الأبواب والمنافذ .
حاولت حمل وليدها فلم تستطع . كما حاولت طلب النجدة فلم تفلح . المباني مترامية متباعدة . والجو رطب والبرد قارس ، والطفل يرتعد من شدة البرد ، اختارت توفير الدفئ اللازم لجسد ابنها العليل فلفته بقميصها ، وقعدت القرفصاء بجواره تصطك وترتعش طوال الليل .

مع خيوط النور الأولى عثر عليها أحد المارة محتضنة لوحيدها العليل . وقد فارقا معا الحياة .. .





تحياتي لكم ..

إماراتي بطبعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
:( _ المخـــدوعه _ :(
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات غزال بوظبي :: قسم القصص و الروايات-
انتقل الى: